في الشرق الأوسط خلال أكثر من ستة عقود ولحد هذه اللحظة.
صراع الهويات بين الإرهاب الإسلام السياسي والسياسة الغربية:
إن قانون ماكرون حول الانعزالية الإسلامية يكشف عن الوجه المنافق للطبقة البرجوازية الحاكمة في الغرب، فهو يعترف بأن الحكومات الفرنسية السابقة لم تدمج المسلمين في المجتمع، ولكنه يتناسى بأن إرهاب الجماعات الإسلامية الذي بدأت حرارة نيرانه تصل إلى النظام السياسي والاجتماعي الفرنسي، بل وتكاد على الصعيد الاستراتيجي تصل إلى السلطة السياسية، ويدخل الإسلام كايدلوجية في صراع مع بقية التيارات الأيدولوجية البرجوازية، ليس سببه الوحيد السياسة الفرنسية الداخلية على مدى عقود من الزمن، ولابد أن نقف قليلا لنشير إلى تلك السياسة أي عزل الجاليات وتحت عنوان (الثقافات النسبية، أو التعددية الثقافية) التي تعمل بها في معظم الدول الغربية، هي سياسة مغرضة ولها أهداف واضحة منها؛ إن عدم إدماج تلك الجاليات بالمجتمعات الأصلية هو شل تأثيرها السياسي والاجتماعي في صنع القرار السياسي، استخدام أفرادها كجزء من العمالة الرخيصة عندما تكون منعزلة عن الطبقة العاملة في تلك البلدان وغير واعية بحقوقها وتكون مادة للمزايدة ونشر الاوهام في صفوف الطبقة العاملة وزرع التفرقة في صفوفها عن طرق استخدام سلاح القومية العنصرية وحرف الانظار عن سبب الازمات الاقتصادية للنظام الرأسمالي كما يفعل ترامب في رفع شعاره (امريكا اولا) او شعارات ماري لوبان الزعيمة اليمينة في فرنسا وغيرهم، سهولة السيطرة عليها فكريا وأيديولوجيا بما تخدم مصالحها الطبقية، مادة للضغط والتجنيد في صراعاتها السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط والدول التي كانت تستعمرها كما شاهدنا بشكل واضح في تجنيد الشباب وإرسالهم إلى صفوف الجماعات الإسلامية الإرهابية في سوريا والعراق وأمام أعين المخابرات الفرنسية والألمانية والبريطانية، بينما كان أئمة الجوامع والمساجد تلقي الخطب الدعائية والتحريضية في تلك الدول لتجنيد أولئك الشباب دون أن تحرك تلك الأجهزة المخابراتية ساكنا بل وكانت تنسق بشكل مباشر وغير مباشر مع المخابرات التركية لإيصالهم إلى سوريا. إن تلك السياسة التي استيقظ عليها ماكرون الآن، تشير إلى عدد من الإحصاءات الفرنسية، منها أن 50 ألف طفل لم يدخلوا